الأكلُ والحرب
ماذا جرى .. الناسُ تأكلُ لا تشبعْ
تأكلُ ليلَ نهارَ لا تفترْ؟!
كأن الدنيا ذاهبةٌ غداً
فهبَّ الكلُّ لحفلِ وداعٍ (سُوبر)!
الأكلُ من كلِّ بــِقاعِ الدنيا يأتي
فهل من عُرسٍ كونِي مُعلنْ؟ لا أذكُرْ
سفنٌ ملأى بجنبِ الشَطِّ راسيةٌ
وأخرى صوبَ الشَطِّ مثقلةٌ تمخُرْ!
الأرفُفُ مُتعَبةٌ تئنُ من الحملِ
مئاتٌ من الماركاتِ والاصنافِ لا تُحصَرْ
العرضُ ذَكيٌّ .. سمكٌ .. طيرٌ ما أشهى
كأنِّي أُوقِدُ ناراً أطهو في المتجرْ!
في كلِّ زاويةٍ مطعمْ .. كافتيريا أجملْ
هذا يطهو .. يشوي وهذا يعصُرْ
الناسُ لا تُهدِرُ وقتاً دوماً تأكُلْ
فلا تأبهُ للحربِ وصيحاتِ العسكرْ
الكلُّ سعيدٌ ليس لأنَّ الحربً قد بعُدتْ
بعد التصريحِ الخادِعِ للقيصرْ
بل لأنَّ الحربَ وإن فِعلاً وقعتْ
لن يكونَ لوقعتها أثرٌ يُذكرْ
على صحةِ المخزونِ فالإمدادُ مُنتظِمٌ
فما شحَّت الألبانُ والأسماكُ و"البيرقرْ"
إذا لا يَهُمُ كمْ ستُفني الحربُ..كمْ تهدمْ
من الآثارِ والأحياءِ .. وكم تأسُرْ
من أخوةٍ في الدمِ العربيِ قد نُكِبوا
بالقتل والتعذيب والنيرانُ تستعرْ؟!
ملايينُ في بـِقاعِ الأرضِ قد خرجتْ
تُدِينُ الحربَ والتعذيبَ .. تستنكِرْ
خرجوا طَواعيةً لا طاغوتَ حرَّكهمْ
بل ردٌّ لفعلِ البًغْيِ هنا يندُرْ!
قالوها: لا .. في وجهِ القيصرِ العصريِ
لا.. للدمِ البشري عَبَثاً يُهدَرْ
لا.. لعطشى الفَيءِ أنَّى وُجِدوا
لا.. لكرامةِ الإنسانِ سَفَهاً تــُنحَرْ
وهنا مِن فرطِ الأكلِ لا ندري
أنَّ القيصرَ العصري أبداً يَغدُرْ
و أن الغولَ مهما نالَ من دَسَمٍ
انفتحت للأكلِ شهيتُهُ أكثرْ!
..................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :