البالون
قالَ وقد طافَ النِقاشُ بنا طويلاً
ولمَّا ينتهي إلى الرؤيةْ المسيرْ
كيفَ نخطو للأمامِ و نسمو
وطاقِمُ الإعلامِ (للحُبِّ الكبيرِ) أسيرْ؟!
حُبُّ الزعيمِ طغى فزغردت (الصحونُ)
وترنَّمتْ بالشَدوِ موجاتُ الأثيرْ!
بالأناشيدِ نُحييهِ صباحاً
وبالأغاني المُطرِباتِ مساءً وصفيرْ
صُورُ الـملْهَمِ في كلِّ البرامجِ تترى
فألُ خيرٍ هو .. ليتهُ ألفاً يصيرْ!
حِكَمٌ أقوالُهُ في الإذاعاتِ تُردَّدْ
والصحافةُ تلهثُ خلفَ تصريحٍ مُثيرْ
هو كشكولٌ مُكثَّفْ عالِمٌ في الفَلكْ
بارعٌ في الزراعةْ .. بالنباتاتِ خبيرْ!
و لو لا أنــَّهُ كان فينا من قديمٍ
لتردَّى .. تاهَ في الجهلِ كبيرٌ وصغيرْ!
حارب الأُمِيـَّةْ حقاً جعلَ النسبةَ صِفراً
حسبما الإحصاءُ بالفخرِ يُشيرْ!
في الخَطابةِ نجمٌ لا يُدانيهُ خطيبٌ
يُشعِلُ الساحاتِ تصفيقاً طويلاً وهديرْ
حتى قالت لجنةَ الخُطباءِ يوماً:
ما وجدنا للمُفوَّهِ بعدَ بحثٍ من نظيرْ!
في شئونِ الحربِ قعقاعٌ حكيمٌ
هو هيئةُ الأركانِ .. للحربِ اميرْ
في الإقتصادِ تبحَّرْ .. فيلسوفٌ ومُنظِّرْ
وفي الثقافةِ أستاذ كبيرْ
كم كابدَ الإعلامُ (حُبَّــاً)في الزعيمْ
فهل جنينا الحُبَّ قمحاً أو شعيرْ؟!
كلا فما خَبِرتُ الراعداتِ من الليالي
وان بَرِقْنَ يَجُدنَ بالغيثِ الغزيرْ!
وإنَّ أفقرَ الأغنامِ في القُطعانِ صُوفاً
ما كان ثِغاؤهُنَّ أشبهَ بالهديرْ!
وهذا الحالُ يــُغني عن سؤالٍ
فما جَـنـتـهُ يدُ(المُتيَّمِ) كارثةٌ وجُورْ
صنعوا الزعيمَ بالوناً كبيراً
نَفخوهُ .. زادوا النفخَ فأنفجرَ الكبيرْ!
فقبضنا الإنجازاتِ والاحلامَ رِيحاً
بئس الحصادُ .. غُبارٌ حارِقٌ وهجيرْ!
فهل حبُ القلوبِ أوردنا المهالِكْ
أم عشقُ الجيوبِ طغى فهوى الضميرْ؟!
.............................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :